السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جرت العادة ان ينظر الناس لي وأنا مبتسمة ابتسامة تكاد تصل الى عيني من طولها.
اعتاد الناس ان ينظروا لي وانا شخصية غير مبالية بالمشاكل والمصاعب واستطيع التغلب عليها جميعاً.
لكني حقيقة لم أكن أمزح
في يوم قريب جداً وخلال الأشهر الأخيرة كنت جالسة في كافتيريا الجامعة انتظر المحاضرة التالية وأنا في قمة الملل.
جاءت إحدى رفيقاتي أو بالأحرى زميلاتي الجامعيات وجلست بجواري.
قالت لي: ايش فيك..
رديت: مافي شيئ بس ملانه كعادتي..
كلمة "ملانه +_+" هي اكثر كلمة اكررها في اليوم.. بكل مكان بكل وقت وبكل زمان أقول "ملانه +_+"
بدأت البنت تقهقه بأعلى صوتها: بالله عليك ليش ملانه..
رديت: ملل مافي شيئ جديد.. الروتين يتكرر..
قالت لي: طيب ايش رأيك اسليك!
طبعا على طول رفعت راسي واتحمست وقلت لها: كيييييييييييف
قالت لي تعالي معي...
قمنا وطلعنا من الكافتيريا وصعدنا للدور الأول وكان به منطقة قاعات مغلقه يعني غير مستعملة!!
ذهبنا لآخر الممر وكان الهدوء يعم المكان.
قلت لها: وين رايحة يابنت!! انتي قلت بتسليني مو تتوهيني!!
ردت علي: دقيقة الحين بنتسلى!
نهاية الممر كان هناك باب فتحته بكل سهولة.
قلت لها: بسم الله منك كيف فتحتيه.
ردت: تعالي ادخلي بس..
دخلنا ووجدت مكتبة كبيرة جداً ومذهلة
فانطلقت بسرعة ودخلت وانا مبسوووووووطة قلت لها من جد مكان حلو كيف حصلتيه ^_^
قالت لي:سر،، اقعدي اقرئي اللي يعجبك وبعدها اطلعي..
فطلعت
فقلت لها: وين رايحة ماتبين تقرأين معي!!
قالت لي: لأ..
يللا بروح وبأنتظرك بالكافتيريا.
في الحقيقة انا انسانة على نياتي
حسبت انها عملت فيني معروف عشان تطرد عني ملل انتظار ساعة كاملة بين المحاضرتين لكن كان هدفها خبيث!
نرجع للماضي قليلاً...
هذي البنت وكان معها وحده ثانية كانوا معي تقريباً من السنة الثانية وفي احد ايام الامتحانات خلال هذه الايام وقبل حادث المكتبة يمكن بإسبوعين جلسنا بموقع الامتحان ورا بعض..
انا كنت بالوسط..
فطلبوا مني اني اغششهم وانا كنت اتجاهلهم لدرجة ان الجو توتر وماعدت استطيع متابعة الحل..
فكنت بين 3 خيارات يإما كلنا نجيب اصفار مااغششهم ويستمروا بمضايقتي او اني اكلم المراقبة عنهم او اني اغششهم وبهذا اكون ارتكبت شيئ محرم!!
والله اني استمريت مايقارب النصف ساعة وانا على هذه الحالة بالنهاية قلت لهم ببلغ عنكم ورفعت يدي فجاءت المراقبة راكضة وقالت لي نعم!!
قلت لها:....ممكن منديل
فأعطتني المنديل وانتهت مشكلتي لكن مشكلة البلوه اللي محيطه بي لم تنتهي..
فبدأو ينظرون لي نظرات حقد وتوعد!!
انتهى الامتحان وانا سعييييييييييييدة جداً ومبسوطة لكن سعادتي لم تكتمل!
تقدمت البنتين وبدأو بلومي وتأنبي وتذكيري بواجب الصداقة ومالى ذلك...
طبعاً أحياناً لم تزيد الامور عن حدها اقلب 180 درجة فصرخت فيهم:
اسمعي انتي وهي... حنا بالفعل صديقات لكن واجبي كصديقة مايجبرني اني ارتكب محرمات عشان مصالحكم الشخصية.. احمدوا ربكم اني مابلغت عليكم مع انه منكر وكان واجب علي ان ابلغ عنكم...بعدين هذي مشكلتكم ليش ماذاكرتوا!!!
ممكن الغالبية يفهم موقفي غلط
لكن انا بالفعل مااشوف التغشيش مساعدة ابداً "من غشنا فليس منا" هذا حديث عظيم لكننا نتناساه في ضوء مايسمى صداقه وغير!!
هل أنا مخطئة؟؟؟
نعود للمستقبل..
بينما كنت جالسة في المكتبة
واشعر بسعادة غامرة وانا اتصفح الكتاب تلو الآخر واسجل اساميهم حتى اشتري منهم مااعجبني فجأه فتح الباب بقوة ودخلت المشرفة ونحدقت بي بنظرات مخيفة وانا انظر لها بكل براءة: مازا هناك
جلست احادث نفسي: ايش فيها ذي الحين انا قاعدة رايقة ايش تبغى..
قالت لي مين سمح لك تتدخلين!!
نظرت لها نظرة استعجاب: لقيت الباب مفتوح ودخلت..
المشكلة نظراتي قهرتها وانا كذا نظراتي انا ماامزح ياعالم ولا استهبل انا انسانه بسيطة وعلى نياتي ><
يعني لازم اكون خبيثة وشريرة ومتكبرة عشان المجتمع يرضى عني!!
قالت لي اتفضلي معاي للمكتب..
قلت لها نتشرف<<على اساس يشرفني اني ادخل مكتبك يااستاذتي الفاضلة
فهي فهمتني غلط!! فهمت علي اني اتريق!!
فشتاظت غضباً واسرعت في خطواتها وقالت لي تعالي بسرعة..
دخلت المكتب لقيت رفيقتي الطيبة اللي دلتني على المكتبة واتبسمت معاها وقلت لها كبشوكي انتي كمان الله يطلعنا من ذي الورطة..
جت المشرفة قالت لي : نوف قالت انها شافتك تدخلين المكتبة وانتي تتسحبين من دون اذن! برري موقفك...
انا بلعت وصار شكلي كذا
اييييييييييييش؟؟؟
مين قالك؟؟؟
قالت لي الآدمية اللي قدامك...
انا ناظرت لها وقلت لها ليش تسوين كذا
؟؟
قالت لها المشرفة مشكوره نوف الله يعطيك العافية ويكثر من امثالك اللي مايحبون الفوضى!!!
انا قلت بنفسي: يكثر من امثال مين ياماما؟؟
فجت نوف وهي طالعة وقالت لي همس.. خلي الشطارة تنفعك الحين وشوفي مين راح يوقف جنبك بعد مارفضتي تساعديني بهذاك اليوم!!
خلي مبادئك وأخلاقك تنفعك الحين... وضحكت وطلعت!!!
المشرفة كانت قاعدة تقول لي كلام وانا ساكته لأن بالي مشغول بشيئ ثاني!!
ليش؟؟؟ ليش تنتقم مني .. ليش الحقد والكراهية تملاء قلوب الناس...
من جد كنت معتبرتها بالنسبة لي شبه صديقة والله ماكنت امزح بعلاقتي معها!!
والله ماكنت امزح لما كنت اتمسك بعاداتي وتقاليدي!!
ليش اللي رافع خشمه وشايف نفسه هو الصح...
والمتبسم واللي يحب الناس والخير هو اللي غلط...
ليش الناس تمشي بمدأ: وجدت المبادئ لتكسر!!!
سجلت لي المشرفة مخالفة وقالت لي تكتبين تعهد بإلتزامك بقوانين الجامعة ولا نرفع أمر للمدير..
نظرت لها نظرة حادة وقلت: مع احترامي الشديد لك يامشرفتنا الغالية مع احترامي الشديد لصرح المبنى هذا مع احترامي لكل فرد بهذا المكان بقولك بكل اسف وبكل اعتذار وارجو انك تسامحيني... انا ماراح اكتب تعهد ارفعي امري للمدير وانا قد التحدي...>>>>>قولي والله
اندهشت مني وسكتت..
وقالت بكل هدوء طيب نتفاهم مع ولي امرك..
قلت لها: ولي امري مسافر فطلب مني اذا تكرمتي انك ماتقلقيه وهو بسفر بإمكانك تكلمي احد غيره..
قالت: على كيفك هذا بعد... اتفضلي بنفسك طيب وروحي للمدير اذا ماعندك حياء!!
قلت لها: معذرة... بس انا عندي حياء
سكتت مدري ايش فيها..
وبعدها قالت لي بكل برود انتي خالفتي انظمة الجامعة ولازم تتعاقبين!
قلت لها :نوف هي اللي دلتني وورطتني بهالشيئ انا ماعندي دراية بهالموضوع بعدين ايش فيها اذا قرأت من كتب المكتبة سويت جريمة يعني؟؟
قالت لي : خلاص هذا آخر انذار!!
انا بلعت: مين اللي كانت معصبة قبل شوي وتهدد وتتوعد وتأمر
قلت لها طيب ومتأسفه على الازعاج وطلعت...
طبعاً كنت مخنووووووووووقه مره وماسكة الدموع انها تنزل!!
دموع الحرقة والالم...
الحرقة والالم من ان البشر صارو فاسدين!!
مايقدرون المبادئ ولا الاخلاق ولا الدين.
دخلت الكفتيريا لقيت نوف تضحك ومعها مها...
نظرت لها بكل حرقة والم وهي تبادلني نظرات الاستحقار والغيظ...
فاقتربت منها فقالت لي بصوت مرتفع يكاد كل من في الكفتيريا يسمعه ممزوج بالسخرية: ها وش صار لك نفعتك شطارتك هالحين ولامبادئك..
فأنا ابتسمت وضربتها كف بكل قوتي له صدى!!
التفت علينا الجميع بدهشة..
فقلت لها: انا لما اعتبرتك صديقتي ماكنت امزح.. ولما كنت احدثك بمادئي ما كنت امزح..
اذا ماكنتي تعرفيني زين اعرفيني الحين...
الابتسامة والطيبة والبساطة ماهي نوع من الضعف او السذاجة.. واكبر دليل موقفك الحين معي!!
انتي الحين بموضع سخرية ماتحسدي عليه لأنك فرطت بصديقة عشان سبب تافه ومايدل الا على صغر عقولكم...
وطلعت بعدها وانا شامخة
من هذه النقطة ادركت ان في ناس مازالت عقولها صغيرة جداً وسخيفة وتفكيرها غبي لأبعد الحدود...
صحيح اني انقذت كبريائي بالنهاية بس حسيت بنوع من الخدش في قلبي...
كانت معكم من قلب الحدث
والى اللقاء