ما هو حكم الدعاء بــ «اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه»؟.
دعاء لا أصل له عكس دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
المؤمن يطلب العفو والعافية، والعفو هو المحو وإزالة الشيء تقول: عفت الرياح على الأثر أي أزالته ومحته.
وفي دعاء القنوت تقول: «...واصرف عنا شر ما قضيت...» فالمؤمن يطلب صرف البلاء وذلك بالتوبة والإنابة إلى الله ومحاسبة النفس لأن الإنسان لا يستحق البلاء إلا من حصيلة أعماله وجني يديه «فأعمالكم عمَّالكم تُكال لكم ثم تُردّ إليكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر».
فإذا استحق الإنسان العلاج والمصيبة وغيّر فيما بعد وأناب إلى ربه بالتوبة فسرعان ما يتوب الله عليه ويرفع عنه الشدة والبلاء، قال تعالى: {..إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..} سورة الرعد (11).
إذن يطلب ربنا منا التغيير لكي لا يقع علينا البلاء قال تعالى في سورة النساء (147): {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ..}: لماذا العذاب والبلاء وما حاجته، إن آمن الإنسان صلح عمله، والدعاء القائل: «اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه»: يدل أن صاحبه لا يريد تبديل ما بنفسه حتى يتغير واقعه ويرتفع عنه البلاء ولكن يريد التخفيف واللطف في هذا البلاء فلِمَ البلاء له؟
فالدعاء لا أصل له يتنافى مع حضرة الله والله يقول في سورة البقرة (104): {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا..}: تجلَّ علينا بنورك، اطلبوا الشفاء والإقبال على الله والتنعم بالقرب منه.
{..وَقُولُواْ انظُرْنَا..}: انظر عملنا بعين الرضا يا رب. ولكن كيف ينظر إليكم بعين الرضا {..وَاسْمَعُوا..}: طبقوا دلالته، اسمعوا ما حلَّ بمن خالف، فكر استدل، اسعَ لتحصل لك صلة مع الله، عندها ينظر إليك بعين الرضا.
والمؤمن لا يطلب البلاء ولا اللطف بالبلاء إنما يطلب الغفران والعفو بإصلاح عمله والإقبال على الله لتشفى نفسه.
والقرآن طافح بالدعوة إلى التوبة والإنابة لرفع الشدة والبلاء والعذاب.
إذن ليس قضاءً مبرماً ولا قدراً محتماً بل هناك إمكانية كبرى في هذه الحياة الدنيا للتغيير والتبديل.
هذا البحث من ثنايا علوم العلامة الكبير محمد أمين شيخو